انتشر المسرح في العالم العربي انتشاراً كبيراً، وأصبح مُعترَفاً به في معظم المؤسسات الثقافيّة الرسميّة، كما تمّ تأسيس معاهد خاصّة للتمثيل، وشهد المسرح العربيّ تطوراً كبيراً على أيدي كبار الممثلين والمخرجين العرب، وزادت الفِرَق المسرحيّة التي تُقدّم الفن المسرحي العربي داخل الوطن العربي وخارجه، كما ظهر مسرح خاص للأطفال في مختلف الدول العربيّة.[٢] ومع تسارع الأحداث السياسيّة العالميّة اليوم، وحدوث الأزمات التي مرّت بها البلدان المختلفة في النصف الثاني من القرن العشرين، انحدر الفن المسرحي العربيّ وقلّت حركته، وتراجع دوره في ظل ظهور المسرحيات التجاريّة جنباً إلى جنب مع المسلسلات الدراميّة التلفزيونيّة التي تنافست مع الفن المسرحي منافسةً غير عادلة.
نبذة عن المسرح العالميّ تطوّر الفنّ في مختلف دول العالم على مدى الأزمان، وقد مثّل فن الدراما في كلّ دولة العادات السائدة، والمعتقدات المحليّة، والأساطير، بالإضافة إلى تمثيله لظروف الحياة المختلفة؛ فقد ظهر في اليابان مثلاً ثلاثة أنواع من الدراما الثراثيّة، وهذه الأنواع هي:
نوه: يُقصَد بها المسرحيّات الكاملة وهي الأقدم؛ حيث إنّها مبنيّة على الأدب الياباني القديم. كابوكي: هي المسرحيّات الشعبيّة. جوجوري: هي مسرحيّات الدُّمى، ويُذكَر أنّ مسرحيّات كابوكي وجوجوري تحتويان موسيقى صاخبةً، ورقصاً رياضيّاً. وفي الهند اشتُهِر التراث المسرحيّ -الجنوبيّ تحديداً- المعروف بكاثاكالي، كان يؤدَّى في طقوس المعابد، وقد ارتدى فيه الممثّلون أزياء مترفةً ومرتفعة الثمن، ومثّلوا قصصاً مأخوذةً من الأساطير الهنديّة، كما كانوا يقومون بحركات بالأيدي والأذرُع بشكل مبالغ فيه، بالإضافة إلى التعابير الوجهيّة، وفي الصين كان التعبير عن الدراما يتمّ بأداء استعراضات تجمع بين الرقص، والغناء، والموسيقى الصاخبة، والتهريج، بالإضافة إلى الألعاب البهلوانيّة